لمقدمة
توجد الإشعاعات في كل جزء من حياتنا. والإشعاعات قد تحدث بطريقة طبيعية في الأرض ويمكن أن تصل إلينا من الإشعاعات القادمة من الفضاء المحيط بنا. وكذلك يمكن أن تحدث الإشعاعات طبيعيا في الماء الذي نشربه أو في التربة وفي مواد البناء (عنصر الرادون من الأرض والعناصر المشعة الموجودة في الأرض). وقد تحدث الإشعاعات نتيجة صناعتها بواسطة الإنسان مثل الأشعة السينية{1} x-ray
اكتشف النشاط الإشعاعي عام1896م عن طريق الصدفة عندما كان العالم بكريل يعمل على احد أملاح اليورانيوم ,ثم صنف العالم رذرفورد عام1897 الإشعاع الناتج من مادة مشعة إلى نوعين من الإشعاع ,الأول شديد النفوذية أطلق عليه أشعة بيتا ,والثاني اقل نفوذية أطلق عليه أشعة إلفا {2}
في عام1900 اكتشف العالم فيلا رد نوع ثالث من الأشعة الصادرة من نوى اليورانيوم بحيث كانت اشد نفوذا من إشعاعات بيتا ولاتتاثر بالمجالات الكهربائية ولا المغناطيسية أطلق عليها بالأشعة كاما{3}
وتنقسم الأشعة حسب قابليتها على تأين الذرات التي تتفاعل معها إلى مؤبنة وغير مؤبنة ويعتبر نوع الثاني من أهم أنواع لأنها تؤثر على الخلايا والأنسجة والأجسام عند مرور من خلالها كما حصل في مناجم اليورانيوم حيث ظهرت حالات سرطانية نتيجة استنشاق وحالات سرطان الدم(اللوكيميا)وبعض أورام الخبيثة من الباقين على قيد الحياة من قنابل النووية وكذلك في عام1922 توفي حوالي 100شخص نتيجة الضرر الشعاع البيولوجي ولعل أشهر حادث ماجرى لعمال صناعة الساعات ذوات العقارب والأرقام المضيئة فلقد دأب هؤلاء العمال على جعل إطراف فرشاة الطلاء دقيقة بترطيبها بأفواههم ,لما كان الطلاء يحتوي في تركيبته على عنصر راديوم المشع فقد اخذ هذا العنصر بلتراكم في أجسادهم بمرور الزمن مما أدى إلى زيادة الإصابة بمرض السرطان{4}
الفصل الثاني
أنواع الإشعاع
TYPES OF RADIATION
يوجد نوعان أساسيان للإشعاع هما:
1- الإشعاع المؤبن (Ionizing Radiation) مثل أشعة أكس وأشعة جاما والأشعة الكونية وجسيمات بيتا وألفا.
2- الإشعاع الغير مؤبن (Non-Ionizing Radiation) مثل الإشعاعات الكهرومغناطيسية ومنها موجات الراديو والتليفزيون وموجات الرادار والموجات الحرارية ذات الأطوال الموجية القصيرة (ميكروويف) والموجات دون الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والضوء العادي.{5}
الإشعاع المؤبن Ionizing Radiation
تمتاز هذه الأشعة بقدرتها على تايين أو تهيج ذرات المادة التي تتفاعل معها وذلك عندما تكون طاقة الإشعاع الحركية أو طاقة الفوتونات اكبر من الطاقة اللازمة لتهيج الالكترونات أو اقتلاعها من حزمة التكافؤ لذرة المادة.
تأتي الأشعة المؤينه على شكلين أما جسمية أو موجية فلجسمية عبارة عن جسيمات دقيقة سريعة الحركة في المادة بعضها يحمل شحنة كهربائية وبعضها لاتحمل.
أنواع جسيمات المؤبنة أهمها
1-جسيمات إلفا ¬:- وهو نواة الهليوم وتتكون من بروتونين ونيوترونين وهي تنتج من عمليات الانحلال التي تحصل في نوى العناصر الثقيلة يمكن إيقاف مسار أشعة ألفا بواسطة قطعة من الورق أو بواسطة جسم إنسان ولكن لو تم استنشاق أبخرة المادة التي تشع منها دقائق ألفا أو بلعها ودخولها إلى الجسم نتيجة وجود جرح به فإنها تكون مؤذية جدا.
2-جسيمة بيتا وهي جسيمات صغيرة سالبة الشحنة تنتج من انفلاق مواد المشعة وتحللها ويمكن إنتاجها صناعيا في مختبر وتعجيلها باجهزه الكهربائية لايمكن إيقاف دقائق بيتا بواسطة قطعة الورق ويمكن إيقاف سريان هذه الأشعة بواسطة قطعة من الخشب ، وقد تسبب أذي جسيم إذا اخترقت الجسم.
3-النيوترونات وهي جسيمات الوحيدة غير مشحونة التي لها أهمية وهي نوع مهم من الإشعاع المؤبن لعلاقتها بالقنابل النووية ومفاعلات النووية وهي تنبعث كناتج جانبي عندما تعاني ذرات الثقيلة المشعة كاليورانيوم –انشطار (أي تنفلق لتكوين ذرتين صغيرتين)
4-البروتونات وهي جسيمات موجبة الشحنة وتوجد في جميع نوى الذرات وكتلتها مساوي لكتلة النيوترون ولكنها أثقل بألفي مرة من كتلة الإلكترون وبروتونات لاتنبعث عادة من نظائر المشعة على الأرض ولكنها توجد بغزارة في فضاء الخارجي وتشكل خطرا على رواد الفضاء {6}
أشعة كاما
هي أشعة كهرومغناطيسية وبذلك تشبه الموجات الضوئية عدا أن طول موجتها أقل كثيراً من الطول ألموجي للضوء وتحمل طاقة عالية جداً وتندفع بسرعة الضوء ولها قدرة عالية على اختراق أي جسم يعترض طريقها.
وتنبعث أشعة جاما من النوى المشعة على شكل حزمات من الطاقة,
وعادة يصاحب إطلاق جسيمات في نفس المستوى ويمكن لأشعة جاما النفاذ خلال كل الأوساط تقريباً حيث أنها تقتل أية خلية حيه تمر خلالها لذلك فأنها تستخدم طبياً في قتل الخلايا السرطانية دونما الحاجة إلى جراحة في بعض الحالات وتعتبر أشعة (جاما) خطراً لأنها تخترق الجسم بسهولة لتصل إلى الأعضاء الحيوية الداخلية فتؤذيها .
والعمال الذين يحتمل تعرضهم لأشعة جاما يحملون علامات مميزة من أفلام تتكون من طبقة فوتوغرافية حساسة لتوضح كمية الإشعاعات التي يتعرضون لها لتتوفر لهم الحماية اللازمة.
خصائص الأشعة كاما
تنبعث أشعة كاما من النوى المشعة تبلغ عدة آلاف من الإلكترون فولت إلى بضعة ملايين ، ولكنها مخالفة لجسيمات بيتا التي تبطئ عند فقدها الطاقة وينتهي الأمر بارتباطهما بالذرة بينما تسير أشعة جاما بكافة طاقتها بسرعة الضوء أن أشعة جاما تفقد الطاقة خلال الالتقاء ألتصادفي الذي ينتج عن قذف الإلكترونات من النواة وهي قد تفقد جميع طاقتها أو جزء منها خلال الالتقاء وإذا ما تم فقد جزء من الطاقة فإن الباقي يستمر في السير خلال الفضاء بسرعة الضوء بصفة فوتونات ذات طاقة أقل وكلما زادت طاقة فوتونات جاما زادت طاقة الإلكترونات المتحركة والإلكترونات التي تم انتقال الطاقة لها من قبل فوتونات أشعة جاما تولد التلف في الوسط(بواسطة تأين وتهيج الذرات) ومتى ما تحرر الإلكترون بواسطة الفوتون فإن الحدث الذي يلي ذلك يعتمد فقط على خواص الإلكترون وليس على فوترن جاما الذي هناك عدة طرق تتفاعل بها الأشعة الكهرومغناطيسية مع المادة وتفقد طاقتها لتمنحها لتلك المادة عن طريق إحدى العمليات الثلاثة الرئيسية التالية
1-الاثرالكهروضوئي
وهي عملية تحصل خلالها حيث يفقد إشعاع جاما طاقته بالكامل ويمنحها لأحد الإلكترونات المرتبطة بذرة من ذرات المادة وبالتالي يفنى هذا الإشعاع.
2- اثر كومتون وخلاله تفقد إشعاع جاماً جزء من طاقته ويمنحها لأحد الإلكترونات الحرة أو ضعيفة لارتباط بالذرة وبالتالي ينحرف هذا الإشعاع عن مساره.
3-إنتاج الازوج
ويشكل زوج من الإلكترون وبوزترون طاقتهما المكافئة لكتلتيهما هي Mev 1.02 وهذه هي بالنتيجة أصغر طاقة لازمة لإنتاج هذا الزوج من الجسيمات، وإذا كانت طاقة الفوتون أكبر من هذه القيمة، فالزيادة تظهر في الإلكترون والبوزترون كقدرة مركبة وجزء صغير منها يذهب لنواة الذرة. وتظهر هذه الحادثة أكثر وضوحاً كلما ازدادت طاقة فوتونات أشعة جاما
تطبيقات الطبية لأشعة كاما
تستخدم أشعة جاما في الطب لقتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو. حيث تنفذ أشعة جاما في الجلد وتعمل على تأين الخلايا وهذا يسبب قتل تلك الخلايا. تُستخدَمُ في مجال الطبِّ .. لدراسة أمراضِ المخ .. والكبد .. والكُلَي .. والبنكرياس .. والغُدد الدرقيةِ .. وغير ذلك .
تتعرض هذه الأعضاء ُلجرعة بسيطة جدا بدرجة مدروسةٍ لتخترقَ الأعضاءَ بآلة تصويرٍ تعمل بأشعة " جاما " تُوضَعُ خارجَ الجسم .. كذلك يُستعملُ إشعاع" جاما " بصورة دقيقة فى مجال الطب لتدمير الخلايا السرطانيةِ الموجودةِ بالجسم .
خطورة الأشعة كاما الحماية منها
التعرض لأشعة جاما يسبب تأين للخلايا البشرية وتتسبب بصورة رئيسية في الإصابة بالسرطان. ولوقاية الأشخاص الذين يعملون في مجال أشعة جاما يستخدم حاجز سمكه 1سم من الرصاص حيث ان له أكبر معامل امتصاص لهذه الأشعة.
تقطع أشعة جاما مسافات فلكية في الفضاء وتمتص هذه الأشعة فقط عند اصطدامها بالغلاف الجوي للكرة الأرضية. وبهذا يشكل الغلاف الجوي حماية للمخلوقات الحية من هذه الأشعة المدمرة وفي الشكل التوضيحي يبين تأثير الغلاف الجوي للأرض على الطيف الكهرومغناطيسي. نلاحظ أن الأشعة المرئية فقط هي التي تعبر الغلاف الجوي بينما الأطوال الموجبة الأقصر تمنع من الوصول لسطح الأرض وذلك لأنها تمتص بواسطة طبقة الأوزون في الغلاف الجوي.
أشعة كاما في الطبيعة
في الطبيعة تنتج أشعة جاما من الشمس نتيجة للتفاعلات النووية وتصل طاقة أشعة جاما إلى مليون إلكترون فولت. وتعتبر المجرات السماوية والنجوم المنتشرة في الفضاء من مصادر أشعة اكس. ويعمل علماء الفلك على دراسة هذه الأشعة بواسطة مراصد مخصصة لهذا الغرض لفهم أسرار هذا الكون. كما أن العناصر المشعة مثل ليورانيوم تنتج أشعة جاما باستمرار.
ل خطرا على رواد الفضاء ¬{7}
الأشعة السينية
اكتشفت في نهاية القرن الماضي من قبل العالم رونتجن في نفس الوقت الذي اكتشف فيها ظاهرة النشاط الإشعاعي تقريبا فقد لاحظ رونتجن انبعاث أشعة من نوع معين في أنبوبة التفريغ عند اصطدام الالكترونات المعجلة داخل الأنبوبة بالا نود أو بغلاف الأنبوبة الزجاجية وقد سماها بالأشعة المجهولة أو أشعة اكس وقد لاحظ أيضا بان أشعة اكس تؤثر على ألواح الفوتوغرافي عندما تقع عليها وقد دلت دراسات التي أجريت على امتصاص الأشعة السينية على أنها ذات طبيعة إشعاعية واقترح العالم فون لأوي إمكان الحيود الأشعة السينية عند سقوطها على بلورات ذات مسافات جزيئية مناسبة ,ثم أجرى العالمان فردريك---------- تجربة ووجدا أن الحيود الأشعة السينية يحدث في اتجاهات معينة فقط وبذلك تأكدت الطبيعة الموجبة للأشعة السينية
توليد الأشعة السينية
تتولد الأشعة السينية في آلة وقت الحاضر بواسطة الانبعاث الحراري حيث تنبعث الالكترونات من فتيلة مسخنة داخل أنبوبة زجاجية مفرغة من الهواء غالى أعلى درجة ممكنة من التفريغ ويؤخذ التيار الذي يقوم بتسخين الفتيلة عادة من محولة خافضة للفولتية ثم تعجل الالكترونات المنطلقة من الكاثود نحو الانود بفضل الفولطية العالية المسلطة بينهما التي تجهز بواسطة أما محولة رافعة للفولتية أن كان التيار قليلا أو بوحدة تقويم الفولطية العالية ويتم تبؤر الحزمة الالكترونات نحو الانود بواسطة ألكاس يحيط بالفتيلة الذي يكون جهدها سالب دائما أن تجهيز الالكترونات يعتمد كليا على درجة الحرارة الفتيلة ومن ثم على التيار المار في الفتيلة أن جزء ضئيل لايتجاوز الواحد بالمائة من طاقة الالكترونات المصطدمة بالا نود هو المسئول عن تكورين الأشعة السينية إما الباقي فيظهر بشكل حرارة في ترس الانود مما يجعل تبريده أمرا ضروريا ولذلك يمرر تيار من الماء عادة داخل ترس الانود
لتبريده وتحدد نوعية الأشعة السينية المتولدة من حيث طول موجته وتردده بمقدار فرق الجهد المسلط عبر الأنبوبة و طبيعة المادة المصنوع منها ترس الأنبوبة فمثلا لأغراض الطبية يصنع الترس عادة من التنكستون الذي يمتاز بدرجة حرارة انصهار عالية أما لأغراض بحث العلمي فيركب الترس داخل الأنبوبة بحيث يمكن تبديل عند الحاجة إلى تغير نوعية الأشعة السينية المتولدة
التأثيرات الطبية والبيولوجية للإشعاع
ان كل فوترن نت الأشعة السينية (او من الأشعة كاما او الأشعة تحت البنفسجية ذات تردد عالي )يحمل طاقة قدرها ev1000 او اكثر اذا انتقل هذا مقدار من الطاقة الى خلية حية فسوف تنشى تاثيرات كيميائية_حياتية تشبه تللك التاثيرات الناجمة من جسيمات المشعة
يتميز استخدام الاشعة السينية في العلاج الطبي من نظائر المشعة بأن هذه الاشعة لاتحتاج الى عملية جراحية لغرس المواد المشعة اذا يمكن توجيه حزمة مسددة من الاشعة السينية على المنطقة المصابة بالورم وتستخدم لهذه الغرض اجهزه مولدة للاشعة السينية تعمل بفولطية kv025 في حلاة علاج الاورام القريبة من الجلد اما في حالة الاورام العيقة فيستخدم جهاز يعمل بفولطية4mev.
عند مرور حزمة الأشعة السينية داخل الجسم تشع جميع الخلايا الواقعة على خط المسار الحزمة الإشعاعية وغالبا مايغير الاتجاه سقوط الحزمة على المنطقة المصابة اثناء المعالجة وذلك لكي نحصر التعرض العالي للاشعاع في منطقه الورم وتجنب الخلايا الاخرى السليمة من هذا القدر العالي من الاشعاع
ولهذا تصمم اجهزة الاشعة السينية في التشخيص بحيث تعمل بفولطيات 150kv ونظرا لكون معظم اعضاء الجسم لا يكون فيها امتصاص الاشعة السينية اكثر مما علية في الانسجة المحيطة بتلك الاعضاء فقد اصبح من الضروري حقن العضو المطلوب تشخيصه بمادة ذات قابليه اكبر على امتصاص الاشعة السينية ولهذا السبب غالبا ما تعطى املاح الباريوم عن طريق الفم او يحقن المرضى بمركبات اليود عند اخذ الصورة الاشعاعية لتلك الاعضاء
فبالاضافة الى الدراسات المتعلقة بالاضرار التي تصيب الخلايا من جراء تعرضها للاشعاع وكذلك الطفرات التي تحدث بسبب الاشعاع يمكن الاستفادة من تلف الخلية بأجمعها لتحديد اجزاء الكئن الحي التي تكون مسؤلة عن ادارة وظيفة معينة في الكائن{8}
فصل الثالث
الجرع الإشعاعية
جلي تأثير الإشعاع التخريبي على الخلايا الحية بأشكال شتى. منها النقص في معدل الانقسام الخلوي (أو الحجري) لذا فان الخلية لا تؤدي ألا إلى عدد محدود من الانقسامات خلال فترة حياتها. ومنها التشوه الخلوي الذي يؤدي إلى اضطراب مسلسل التطور البيولوجي الطبيعي الذي يؤدي بدوره الى نشوء نمط في سياق تطور جديد مغاير لنوعه الأصل كما في حالة تكون الخلايا السرطانية.
هذا وأن الخلايا الأكثر حساسية للإشعاع هي تلك التي في طور الانقسام. وعليه فان الخطر الذي يصيب جنينا عمره يتراوح بين 3 - 7 أسابيع هو أكبر بمائة مرة من الخطر الذي تتعرض له الأم الحامل لهذا الجنين. كذلك الأجهزة والأعضاء والأنسجة التي تكون فيها معدلات تعويض الخلايا التالفة بطيئة فإنها تعتبر عالية الحساسية للإشعاع كالجلد والأعضاء التناسلية وكافة أعضاء التجويف ألبطني والعيون والأجزاء المسؤولة عن تكوين الدم في الطحال ونخاع العظام وأنسجة الجهاز العصبي. وبشكل عام كلما كانت الخلايا عالية التخصص في أدائها النوعي كلما كان العضو الذي تنتمي اليه عاليا في سلم التطور, وبالتالي يصبح هذا العضو وخلاياه شديد الحساسية تجاه الإشعاع.
يمكن التمييز بين نوعين من الخلايا: نوع يساهم بشكل مباشر في وظائف الأعضاء كخلايا نخاع العظام والكبد وخلايا الجهاز العصبي. ونوع آخر يتعلق بعوامل الوراثة. أما النوع الأول من الخلايا فان خطر التخريب الإشعاعي يكون محصورا فيه فقط، ويسمى هذا النوع من التأثير Sommatic Effect بينما ينتقل التخريب الناجم عن تعرض النوع الثاني من الخلايا للإشعاع إلى الأجيال القادمة، ويسمى هذا الصنف من التأثير Genetic Effect.
لم يظهر حتى اليوم أي دليل على أن للخلايا أو الكائنات الحية الأعلى أية مقاومة للإشعاع. ولكن بعض أنواع البكتيريا أظهر قابلية على مقاومة الإشعاع بتحجيم خطره أو بصده بالكامل اثر تعرضها لجرعات إشعاعية صغيرة لفترات زمنية طويلة. وأمكن تفسير هذه الظاهرة بتكون أجهزة حية شاذة عن سياق التطور العام لهذا النوع من البكتريا لها ردود أفعال مغايرة تجاه الإشعاع للأحياء الأصل قبل تشعيعها. كما لوحظ أنه يمكن زيادة فاعلية المقاومة للإشعاع لو عولج الكائن ببعض المركبات الكيميائية قبل تعريضه للإشعاع، اذ تلعب هذه المركبات دور عوامل الصيانة المضادة للإشعاع. وأكثر هذه المركبات شهرة هي
الثايولات الأمينية Aminothiols كمادة السستين Cysteine وهي حامض أميني طبيعي.
كما يفسر الفعل الرادع لهذه المركبات باحتمال قدرتها على أن تلعب دور العامل اللاقط للجذور الحرة (بالتفاعل معها وتقييد حرية حركتها) الناتجة عن تفكك الماء تحت تأثير الإشعاع، كجذور الهايدروكسايل
(Hydroxyl Radicals (OH. وبالنظر للخصائص السمية لهذه المركبات فانه ولسوء الحظ لا يمكن استخدامها الا بكميات صغيرة كمواد مضادة للإشعاع{9}
وحدات قياس الإشعاع:
1- الراد (Rad) : وحدة قياس كمية الطاقة الإشعاعية الممتصة (جرعة الامتصاص).
2- الرونتجن (R)Roentgen : وحدة قياس الأشعة الصادرة ويستخدم أساسا للأشعة السينية.
3- الكيوري (Ci) CURIE: يعتبر قياس للأشعة الصادرة والكيوري الواحد = 3,7 × 1010 انحلال في الثانية.
4- الريم (REM) : وحدة قياس التأثير البيولوجي (الحيوي) للإشعاع الممتص.
5- السيفرت (Sv.) SIEVERT : من أحدث وحدات قياس التأثير الناتج عن امتصاص الأشعة السيفرت = 100 ريم
One Sevier = 100 REM
الجرعات الآمنة : Exposure Limitations
أقصي جرعات مسموح بها من الإشعاع
Maximum Permissible Poses
ARW = Atomic Radiation Workers 1 Rem = 10 msv
Column I
Organ / Tissue Column II
ARW Column III
msv per quarter msv per year Any other person
Whole body , bone
Bone, Skin
Hands, feet
Lungs, single organ or tissues
30
150
380
80 50
300
750
150 5
30
75
15
.{10}
الجرعات الكبيرة على جسد الإنسان
الجرعات الفورية التي يتعرض لها جسد الإنسان كله خلال يوم واحد فقط والتي تزيد عن ألف ريم (بوحدات الجرعة المكافئة) تؤدي إلى الموت خلال أربع وعشرين ساعة بسبب دمار الجهاز العصبي. والتعرض لجرعة إشعاعية مقدارها 750 ريما يؤدي إلى الموت إما في غضون بضعة أيام أو خلال شهر كحد أقصى بسبب النزيف الدموي في الجهاز الهضمي. غير أن العناية الطبية المركزة يمكن أن تلعب دورا لكن في تأخير أجل الموت لا أكثر. أما الجرعات الإشعاعية التي تقل عن 150 ريما فنادرا ما تكون قاتلة. ولكن عند حدودها العليا يحدث الموت عادة خلال فترة تتراوح بين 4 - 8 أسابيع بعد التعرض للإشعاع بسبب دمار الكريات الدموية البيض. ومن لم يمت في هذه الفترة الحرجة يكن نصيبه الشفاء التام. وهذا لا ريب يدل على أن لجسم الإنسان القدرة على إصلاح العطب الناجم عن التعرض للإشعاع، الأمر الذي أثبتته تجارب عديدة أجريت على بعض الحيوانات. ثم ان الجرعات الإشعاعية التي تقل عن الخمسين ريما لا يتسبب عنها ألا نقصان عدد الكريات الدموية البيض. ويسمى التعبير الطبي لهذه الظاهرة Leukopenia. أن جرعة إشعاعية مقدارها 25 ريما تكفي لظهور الأعراض الأولى للضرر الجسدي (غير الوراثي) لو تعرض الإنسان للإشعاع لفترة وجيزة. {6}
يمكن أن يحصل هذا السلم المتفاوت في مقادير الجرع الإشعاعية آنيا نتيجة لأنفجارات الأسلحة النووية (قنبلة هيروشيما وقنبلة ناغازاكي... مثلا) أو الحوادث المؤسفة التي تقع بين الحين والحين في بعض المفاعلات النووية كتبخر الوقود النووي الثقيل المفاجئ لخلل ما في أجهزة السيطرة والتحكم والتبريد (كما حصل في مفاعلات تشير نوبل في أوكرانيا). وكذلك بسبب نقص الانتباه لدى بعض العاملين في مجالات المعجلات العملاقة أو أجهزة أشعة أكس (الأشعة السينية أو أشعة رونتجن وهوا سم مكتشفها) أو وحدات التشعيع المركز بعنصر الكوبالت 60 المستخدمة في العلاج الطبي أو الأبحاث العلمية أو في الصناعة.
ان أكثر حالات التعرض الحاد للإشعاع شيوعا هي تلك التي تصيب الأيدي بالتعرض الفوري الكثيف للإشعاع. ولكن ولحسن الحظ وجد عمليا أن الأيدي يمكنها مقاومة الفعل المدمر للإشعاع بالرغم من أن الجلد يعتبر من أكثر أنسجة جسم الإنسان رقة وحساسية. أما اذا تعرضت الأيدي لجرعات إشعاعية مفرطة في القوة، فعندئذ يتلف الجلد ويتعين نزعه وزرع جلد جديد مكان الجلد التالف. علما أن عملية زرع الجلد هذه تعتبر بالدرجة الأولى وسيلة سريعة للتخلص من الآلام المبرحة لا غير. أن جرعة تزيد عن ألف ريم من أشعة بيتا أو كاما كافية لأحداث مثل هذا العطب في الأيدي. {4}
يعتمد ضرر الجرعات الإشعاعية أساسا على زمن التعرض لها. وكما لاحظنا قبل قليل، أن للجسم القابلية على الشفاء من تأثيرات الإشعاع. ولكن هناك من الآثار الباقية المؤجلة التي لا تكشف عن نفسها ألا بعد مرور فترة زمنية طويلة. يدعى هذا النوع من التأثير الإشعاعي (التأثير الجسدي الآجل) Late Somatic Effect
فضحايا القنابل الذرية التي ألقيت على اليابان عام 1945 والذين تماثلوا للشفاء بعد إصابتهم بالمرض الإشعاعي الحاد، كانت نسبة الإصابة بمرض السرطان بينهم تساوي 2% (اثنان في كل مائة منهم). لقد بينت دراسة حالات هؤلاء الناجين من الموت الذري ما يلي:
1- ظهور حالات اضطراب الرؤية بعد فترة تتراوح بين 5 - 10 سنوات.
2- سرطان كريات الدم البيض بعد فترة 8 - 10 سنوات.
3- سرطان الغدة الدرقية بعد فترة 15 - 30 سنة.
أما حالة ما يسمى بالتشعيع الداخلي (كون المصدر المشع داخل جسم الإنسان) فقد لوحظ أن الزمن اللازم لظهور أعراض مرض سرطان الرئة في عمال تعدين اليورانيوم في مناجم تفتقر إلى وسائل التهوية الفعالة، ومرض سرطان العظام بالنسبة للعاملين في حقل طلاء عقارب الساعات وأرقامها بالراديوم المشع، لوحظ أن الزمن اللازم لظهور أعراض هذين النوعين من السرطان يتراوح بين 10 - 20 سنة. {9}